رؤية التحول ورقمنة الحكومة والخدمات

1. رؤية التحول ورقمنة الحكومة والخدمات

مع إطلاق رؤية المملكة 2030، تم اعتماد التحول الرقمي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والانفتاح الاقتصادي. أسست الحكومة السعودية هيئات مثل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتطوير بنية تحتية رقمية مؤمنة وشاملة. وقد تمّ إطلاق منصات حكومية رقمية متقدمة مثل:

• منصة “أبشر”: تُنكّل آلاف الإجراءات كإصدار جواز السفر وتجديد الإقامة إلكترونيًا؛

• منصة “نفاذ”: تتيح للمستخدمين تسجيل الدخول الآمن إلى الخدمات الحكومية بخطوة واحدة؛

• منصة “مدى” و**“سبارك”**: لتعزيز الشمول المالي وتسهيل قطاع المدفوعات الرقمية.

هذه المبادرات تعتمد في الأساس على تقنيات الحوسبة السحابية، البيانات الضخمة، وهوية رقمية قوية.

2. البنية التحتية الرقمية وتقنيات الاتصال

شهدت السعودية طفرة في بنية الاتصالات مع الانتقال إلى شبكات الجيل الخامس (5G)؛ إذ تم تدشين تغطية واسعة في المدن الكبرى. وتُعدّ هذه التقنية حجر الأساس لإنترنت الأشياء (IoT)، المركبات ذاتية القيادة، والتصنيع الذكي. كما تعمل المملكة على بناء مراكز بيانات متطورة، من بينها مراكز مستقبلية في مناطق مثل نيوم، لدعم أعلى معدلات الأداء وتخزين البيانات المحلية.

3. الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة

وضعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى رفع معدلات تبنّي تقنيات الذكاء في القطاعين العام والخاص، تعزز من الذكاء الحكومي وتحليل البيانات الضخمة. وتُستخدم هذه التقنيات حالياً في:

• تحسين اتخاذ القرار الإداري (مثل نموذج التنبؤ بحجم الإنفاق الصحي)؛

• تحسين الكفاءة التشغيلية في المؤسسات والبنى التحتية (كإدارة شبكات الكهرباء والمياه)؛

• تحسين تجربة المستفيد في القطاع الصحي والتعليم، من خلال حلول تشخيص ذكي وتخصيص خدمات تعليمية.

4. القطاع المالي (الفنتك والشمول المالي)

دعمت التكنولوجيا المالية نمو المؤسسات الفنتك في السعودية، مثل مدى باي وSTC Pay، ووسعت الشمول المالي من خلال المستهلكين والشركات الصغيرة والمتوسطة. وقد نمت التطبيقات المالية الإلكترونية بشكل كبير، مدفوعة بتطور بيئة الدفع الفوري، ونمو الثقة الرقمية، وتشريعات مصرفية داعمة. أدى ذلك إلى:

• تقليل الاعتماد على النقد؛

• ارتفاع وتيرة التحول الرقمي في المدفوعات والتجارة الإلكترونية؛

• تعزيز ريادة الأعمال في الخدمات المالية.

5. الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والتعليم

تُستخدم حلول الذكاء الاصطناعي الآن في مجالات مثل:

• تشخيص الأمراض عبر تحليل الصور الطبية، حيث سجلت تقنيات التحليل спів مستوى دقة مرتفعًا؛

• المراكز الافتراضية الطبية، مثل الرعاية عن بُعد، التي أصبحت شائعة لا سيما بعد جائحة كورونا؛

• التعليم الذكي، مع منصات التعلّم والتدريس التي تعتمد التخصيص الذكي، مثل النظام الإلكتروني لجامعة “مدرستي”، مما يرفع المشاركة من الطلاب ويُمكّنهم من تخصيص رحلة التعلم.

6. التقنيات الناشئة: البلوك تشين، الواقع المعزز/الافتراضي، إنترنت الأشياء

• أطلقت السعودية مشاريع للتوثيق الحكومي التجاري باستخدام البلوكنشين؛

• تعتمد قطاعات مثل الترفيه والسياحة على الواقع المعزز (AR) لتطوير تجارب زوار أكثر تفاعلية (مثلاً في متاحف العاصمة والوجهات السياحية).

• تم تطبيق إنترنت الأشياء في الزراعة (مزارع ذكية في نيوم وجدّانة) وفي النقل الذكي والمياه والكهرباء لضبط الاستهلاك وتحسين الكفاءة.

7. التحديات والتحوّل المستدام

التحديات تشمل:

• نقص الكوادر المؤهلة: الحاجة لدورات تدريب وبناء مهارات تقنية عالية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات؛

• الأمن السيبراني: مع تزايد الهجمات الرقمية، يتطلب تحصين منظمات القطاعين الحكومي والخاص؛

• الوعي الرقمي: سواء لدى المواطنين أو المنشآت لضمان استخدام آمن وفعّال للخدمات الرقمية.